مــــنتــــديـــــــــــــــــــات البصـــــــــــــــــــــــــــــــرة الاســــــــــــــلامية
اهلا وسهلا بالزائر الكريم ارجو ان تستفاد من المنتدى ويشرفنا انظمامك معنا
مــــنتــــديـــــــــــــــــــات البصـــــــــــــــــــــــــــــــرة الاســــــــــــــلامية
اهلا وسهلا بالزائر الكريم ارجو ان تستفاد من المنتدى ويشرفنا انظمامك معنا
مــــنتــــديـــــــــــــــــــات البصـــــــــــــــــــــــــــــــرة الاســــــــــــــلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مــــنتــــديـــــــــــــــــــات البصـــــــــــــــــــــــــــــــرة الاســــــــــــــلامية


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا وسهلا بكم في منتدى ابن البصرة((((( يسعدنا تواجدكم معنا ))))) ويشرفنا((((( انظمامكم))))) في منتدانا
&&&&&&& شاهد واستمتع مع جديد منتدى ابن البصرة&&&&&&&&&
ابن البصرة
منتديات ابن البصرة برحب بكم
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى اباءه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وناصرا وقائدا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين
الإنسان الناجح هو الذى يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم
إذا كان لديك رغيفان فـكُل أحدهما وتصدق بالأخر
لا تدع لسانك يشارك عينيك عند انتقاد عيوب الآخرين فلا تنس انهم مثلك لهم عيون والسن.
إذا استشارك عدوك فقدم له النصيحة ، لأنه بالاستشارة قد خرج من معاداتك إلى موالاتك
من وثق بالله أغناه ومن توكل عليه كفاه ومن خافه قلت مخافته ومن عرفه تمت معرفته
حسن الخلق يستر كثيراً من السيئات كما أن سوء الخلق يغطى كثيراً من الحسنات
دعاء الزهراء على من ظلمها اللهم إليك نشكوا فقد نبيك ورسولك وصفيك وارتداد أمته ، ومنعهم إيانا حقنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل علي نبيك بلسانه
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ صدق الله العلي العظيم
سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 السيرة الذاتية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

السيرة الذاتية Empty
مُساهمةموضوع: السيرة الذاتية   السيرة الذاتية Emptyالخميس 08 ديسمبر 2011, 3:22 pm

من المسلمات الثابتة في علْم الاجتماع أنَ الأسرة هي المقيل البنائي الأوّل الذي يتفيأ ظلاله المولود وفي كَنفَهِا ترتسم الملامح العامة لـمعالم شخصيته، وتأسيساً على ذلك نقول أنَّ إلقاء نظرة على البيت الذي نشأ فيه سماحة الشيخ النجفي دام ظله مّما لا تستغني عنه هذه الدراسة الموجزة، وتمهيداً لذلك نبدأ بذكْر نسبه الشريف فنقول:

هو الشيخ المجدد والمجتهد الكبير الفقيه الأصولي المحقق، شيخ الإسلام الشيخ الحافظ [الحافظ: قد اصطلح أن يقال لمن جمع القرآن وأحرزه في قلبه وتمكن من قراءته كله عن ظهر الغيب.] بشير حسين بن صادق علي بن محمد إبراهيم بن عبد الله اللاهوري.

واسمه الشريف (بشير حسين) من مرَكبات الأسماء ولكن شاع مختصراً باسم (الشيخ بشير).

وأسرته الكريمة من أَعيان الأسر، وفُضْليَات العوائل ولها مكانة علمية واجتماعية رفيعة ومتميزة في بلادها ـ لاهورـ ومن أبرز شخصياتها:

جدّهُ الشيخ محمد إبراهيم، كان رحمه الله تعالى شخصية علمية اجتماعية سياسية كما كان زعيم عشيرته ومرجعهم في الحلِ والعَقْد، وممـّا نقلهُ الثِقات أنهُ كان للشيخ المذكور ديوانٌ عامر ومجلس كبير تؤمه الناس على اختلاف طبقاتهم وتبايُن نحلِهِم ومللهم وكانت تجري فيه المناظرات والمناقشات العلمية الرائقة بين جدّ سماحة المرجع (دام ظله) وبين المذاهب الإسلامية، وبينه وبين الهدوس، وكان يسكن في مدينة (جالندهر) وهي إحدى المدن الكبرى في الهند.

وكان الشيخ محمد إبراهيم رحمه الله تعالى آية في الذّكاء الخارق والفطنة الوقادة واستحضار الأجوبة مستوعباً للمسائل العقلية والآراء الكلامية والمباحث العقائدية لا تندّ عن ذهنه شاردة ولا واردة لذا أخذ على عاتقه القيام بنشر مبادئ الدين الحنيف وإرساء قواعد التشيّع مضافاً إلى كونه زعيماً اجتماعياً مطاعاً. وقد هاجر (بعد انفصال باكستان عن الهند) نتيجة التقسيم إلى باكستان وسكن في منطقة (باتابور) من ملحقات لاهور إلى أن وافاه الأجل في أوائل عام 1962م ودفن في مقبرة الأسرة هناك.

ووالده الفاضل الجليل الشيخ صادق علي


كان رحمه الله على نهج أبيه ـ ومنْ يُشابِهْ أبَه فما ظَلَمْ ـ شخصية اجتماعية بارزة وله ديوان عامر يرتاده القاصي والداني من مختلف طبقات المجتمع فتجري فيه المناظرات الحاسمة مع أبناء الفرق الإسلامية الأخرى، وكان رضوان الله عليه هو القائم عليها والمدير لها.

وبعد عمر حافل بالعمل الصالح وخدمة الدين الحنيف انتقل إلى رحمة الله تعالى وذلك في عام 1984م ودُفن إلى جنب أبيه في مقبرتهم الخاصة.

أعمامه

1- رحمت علي: كان شاعراً أديباً من شعراء أهل البيت عليهم السلام وقد خصص شعره وأدبه في مدح ورثاء العترة الطاهرة وما أعظمها من غاية.
ولم يعمر طويلاً فقد توفي في حياة أبيه حشره اللهُ مع ساداته ومواليه (عليهم السلام).
2- عاشق علي: كان أيضاً شاعراً مُجِيداً وأديباً بارعاً يقفو في معانيه أثر الشاعر الباكستاني العرفاني الخالد ـ الدكتور محمد إقبال، وكان شعره حافلاً بالآراء الفلسفية الرَّصْينة مطبوعاً بطابَع الاحتجاج في الانتصار لأحقية أهل البيت الطاهرين (عليهم السلام) بالتفضيل والإمامة وتفنيد آراء مخالفيهم.. توفي عام 1992 ودفن في مقبرة الأسرة.
3- خادم حسين: ولد سنة 1332 هجرية في مدينة (جالندهر) التابعة لولاية (البنجاب) القسم الخاضع للهند وارتحل إلى باكستان بعد التقسيم حيث استقر في مضافات مدينة (لاهور) (باتابور).
درس في المدارس الشيعية والسنية، وتدرب على المناظرات ودافع عن المذهب الجعفري دفاعاً عن الحق والحقيقة.
كان متوقد الذهن، حاد الذكاء، سريع الإجابة، حاضر الحجة، مدافعاً مستميتاً دون كلمة: (لا اله إلا الله، محمد رسول الله، علي والأئمة من ولده حجج الله)، لذا كان يُشار إليه بالبنان في التدريس والتدريب على المناظرات والخطابة ولقب بالجعفري، وقد تعرض للاغتيال غير مرة توفي رحمه الله سنة 1402 هجرية وهو يؤدي واجباته الدينية دفاعاً عن مذهب أهل البيت (عليهم السلام). فسلام عليه يوم ولد ويوم توفاه الله ويوم يبعث حياً.

أخوته الكرام

1- أخوه الكبير العالم الفاضل الشيخ منظور حسين:خطيب مصقع ومدرّس جليل في إحدى مدارس باكستان الدينية تلقى علومه أولاً على يد عمه ثم هاجر إلى مدينة قم المقدسة، درس على يد كبار علمائها حتى نال قسطا وافراً من العلم، وأصبح فاضلاً يُشار إليه بالبنان، وله مناظرات ما زال الناس يذكرونها ويلهجون بها لقوتها ووضوح الحجة فيها، وهو المدير العام للمكتب المركزي لسماحة الشيخ المترجم له (دام ظله) في (لاهور) ويشرف على سائر المكاتب المنتشرة في الهند وباكستان.
2- نذير حسين: وهو أكبر سناً من شيخنا البشير وقد انصرف إلى العمل التجاري.
3- شريف حسين: وهو أصغر من شيخنا (دام ظله) يزاول مهنة التجارة أيضاً.
وقد كان لشيخنا الأجل أخ أكبر منه وأصغر من أخيه الكبير ـ منظور حسين ـ يسمى ـ بشير حسين ـ وكانوا يتوسمون فيه الخير والنبوغ والمراتب العالية لكنه توفي مبكراً (وتُقدّرون وتضحك الأقدارُ) فلما ولد شيخنا (دامت بركاته) سُمي باسم أخيه الراحل إحياءً لذكره وتوسماً لما كانوا يتوسمون في صِنْوِه المرحوم فَصحَّتْ فراستهم وتحقق توسمهم بل أربى الأمر على ما كانوا يظنون - والله يختص برحمته من يشاء -.
هذا من جهة عمود نسب الوالد، وأما من جهة الأم فهي من بيت أصيل كريم المنبت شريف المَحْتد وكانت من كرائم النساء وعقائل قومها جليلة محترمة وهي بنت مهردين ـ أي قمر الدين ـ بلغة الاردوـ وكان ثرياً صاحب أراضٍ زراعية وشيخاً لعشيرته مُطاعاً في أسرته، ومما نُقِل من أحوال والدة شيخنا الجليل أنها بشرت في عاِلم الرؤيا على لسان مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) بأنها سَتُرزق أولاداً يخْدِمُوْن الدين، فكان من مصاديق ذلك مما ترى وتقرأ.
ومما مرّ عليك تعلم أن سماحة الشيخ بشير (دام ظله) مُعمّ مُخولٌ اكتنفه المجد من أطرافه وغمره الشرف من ستّ جهاتهِ:
أتاك المجدُ منْ هَنّا وهَنّا*** وكنْتَ له كمجتمعِ السيول

نشأته

ولد (رحمه الله) عام 1942م في مدينة (جالندهر) من بلاد الهند ونشأ في ذلك الجو العابق بالإيمان والتقى ومحبة أهل البيت الطاهرين (عليهم السلام) وترعرع في جنبات الفضيلة والمثُلِ العُلْيا وكان كُلٌ من أبيه وأمه حادبين على تربيته التربية الإسلامية الصحيحة موجهين له الوجهة السليمة متوسمين فيه بلوغ الدرجات الراقية في سُلّم العلْم والمعارف الإلهية فكان ـ فيما بعدـ عند حسن ظنهما وزيادة، وما إنْ شب عن الطوْق حتى شرع في انتهال مباديء العلوم واكتساب مُقدِمات الفضل.

مبادئ دراسته الأولية

أخذ مُقدّمات العلوم المعروفة من نحو وصرف وبلاغة وفقه وأصول في مدينة لاهور على يد جدّه لأبيه العالم الفاضل الشيخ محمد إبراهيم الباكستاني وعمه الفاضل الشيخ خادم حسين والعلامة الشيخ أختر عباس الباكستاني مؤسس ((مدرسة جامع المنتظر)) الدينية وهي أعظم مدرسة وأنشط المدارس الدينية في باكستان حالياً من حيث كفاءة الأساتذة وطموح الطلبة في تحصيل المراتب الراقية في العلوم الشرعية.
ومن أساتذته في بلده أيضاً العلامة شريف العلماء السيد رياض حسين النقوي والعلامة المرحوم السيد صفدر حسين النجفي.

هجرته إلى النجف الاشرف

هاجر شيخنا (دام ظله) إلى حاضرة العلم الكبرى معقل الدراسات الإسلامية الراقية النجف الأقدس سنة 1965م تقريباً للانتهال من ينابيع العلم الإلهي والتشرّف بمجاورة إمام المتقين باب علْم مدينة رسول الله صلوات الله وسلامه عليهما وعلى آلهما الطاهرين، وما أنْ قرتْ عينه بالنزول في تلك العراص الطاهرة حتى بادر إلى الدراسة على مشايخ العلم المعروفين يؤمئذ ومنهم:

الشيخ محمد كاظم التبريزي (طاب ثراه) وقد درس عنده الكفاية وقسماً من البحث الخارج في مدرسة الشربياني، ودرس عند ونخبة من الأعلام المدرسين في النجف الاشرف لمرحلة السطوح.

حضر عند سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الجليل الكبير التلميذ المدلل للشيخ محمد حسين الأصفهاني (المرحوم السيد محمد الروحاني (طاب ثراه)) أصولاً وفقهاً أكثر من سبع سنوات.ولما آنس دام ظله من نفسه القدرة على التدريس شرع بتدريس السطوح عام 1968م في المدرسة المهدية الواقعة خلف جامع الطوسي وفي المدرسة الشبرية وفي مسجد الهندي.. في سوق الحويش.

وكان أهمّ درس في البحث الخارجي فقهاً وأصولاً حضره الشيخ المترجَم له فانتفع به وترقى في معارج العلوم الشرعية هو درس الإمام السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي (رضوان الله عليه) زعيم الحوزة العلمية في عصره المتوفى سنة 1413 هجرية، فقد درس عنده دورة أصولية كاملة ـ ملفقةـ وأما في الفقه فقد حضر عنده من صلاة المسافر إلى أن انقطع السيد (طاب ثراه) عن التدريس بسبب حالته الصحية.

ولِما يتمتع به شيخنا المترجم منْ مكانة علمية سامية ورصانةٍ فكرية بعيدة الغور فقد أحبَّ التدريس حد العشق فأكثر منه ابتداءً من (جامعة المنتظر) في باكستان إلى يومنا هذا في مختلف الفنون والمستويات، وجملة من تلامذته الآن يحاضر في البحث الخارج على الأصول والفقه في مناطق مختلفة من العالم، وأصرَّ سماحته على عدم ذكر أسمائهم تواضعاً للعلم والعلماء.
وباشر سماحته منذ خمسة وثلاثين عاماً أي من عام 1974م بإلقاء دروسه الراقية خارجاً فقهاً وأصولاً في الأماكن التالية:
1ـ مدرسة دار الحكمة وهي مؤسّسة آية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم (طاب ثراه).
2ـ مدرسة دار العلم وهي مؤسسة آية الله العظمى السيد الخوئي (طاب ثراه).
3ـ المدرسة الشبرية.
4ـ مدرسة القوام المسامتة لمسجد شيخ الطائفة الطوسي (طاب ثراه).
5ـ مسجد كاشف الغطاء (طاب ثراه).
6ـ (المسجد الهندي).
وما زال أطال الله بقاءه يواصل دروسه ـ خارجاً، في مكتبه ـ في الفقه والأصول إضافة إلى درسي التفسير والأخلاق.

خصائصه ومميزات نهجه في التدريس

مما تواتر عن سماحته بنقل فضلاء تلامذته وأجلاء حُضّار بحثه أن الشيخ البشير (دام ظله) قليل النظير في طريقة تدريسه وقوّة بيانه وحسن تبويبه للمطالب وسلامة ترتيبه للمقدمات المفضية إلى صحة النتائج بدقة متناهية واستنتاج سليم مع الابتعاد عن الحشو والفضول وتقريب المعنى البعيد باللفظ الوجيز البعيد عن الاحتمال والاشتراك.
وقد ذكر غير واحد من أهل الخبرة انه (المتيقن الأعلمية) والجدير بالانفراد بالمرجعية، ومن الخصائص التي يمتاز بها عن سواه من الأعلام والمراجع بشهادة ثقات تلامذته انه يستحضر المسائل المبحوثة في المقدمات والسطوح إلى أرقى دروس الخارج في النحو والصرف والمنطق والأصول والفقه وغيرها وكأنه راجعها قبل قليل.
ومن دأبه العمل على ترقية إفهام الطلبة وتمكينها من هضْم مستصعبات المسائل بالترويض والمزاولة ومجانبة التفكير السطحي الذي كاد أن يطغى على جمهور الدارسين لولا جهود شيخنا مرجع المسلمين آية الله العظمى الشيخ البشير (دام ظله) بما وضعه من المناهج القويمة للارتقاء بالحوزة العلمية في النجف الأشرف إلى أوج التألق الفكري وتنمية المواهب والقابليات الواعدة وتمرينها المتواصل ((كما مرن البازي كف الملاعب)).
وخير ما يستدل به على ما أشرنا إليه في هذه العجالة هو ما كتبه في رسالة مطبوعة موجهة إلى طلبة العلوم الدينية في أرجاء المعمورة فهي دليل كاشف وبرهان ساطع يسلط الضوء على منهجه في الدراسة والتدريس وهي:
نحمد الله على هدايته لدينه ونشكره على رعايته وحمايته وإرشاده إلى سبيله ونستعينه على تحمل ما اوجب علينا ونستمده العون على القيام بما أولانا ونصلي على النبي الأكرم والمبلغ الأعظم هادي الأمم سيد العرب والعجم محمد وعلى آله الأئمة الهداة حماة الدين واللعنة الدائمة على شانئيهم من الأولين والآخرين إلى يوم الدين.
وبعد فاني ابعث رسالتي هذه من النجف الاشرف وأجدني مشاركاً روحاً وقلباً مع هذه الأفئدة التي تجمعها هذه المدارس والمراكز العلمية صانها الله من ريب الدهور على اختلاف أصنافها من الأجلاء وطلبتنا الأعزاء على اختلاف طبائعهم واجتمعت نفوسهم فيها على العزم والالتزام بسعي حثيث في الارتواء بمنهل علم أهل البيت (عليهم السلام).
واعلموا أيها الإخوة الفضلاء وأولادي الأتقياء الأعزاء أن رابطة الدين أقوى من كل الروابط فإنَّ هذا الرابط دفع أولئك الذين سبقونا بالإيمان إلى نبذ كل العلاقات النسبية والسببية والعشائرية وإلغاء كل الاعتبارات التي تقتضي تصنيف البشرية فكان الرابط الديني أقوى وأسمى وأكثر تأثيراً وأعظم مفعولاً في نفوسهم فوتروا الأقربين والأبعدين في ذات الله، فرابط الدين لابد وان يكون فوق كل الاعتبارات.
وهنا رابط آخر نشترك كلنا فيه وهو رابط العلم، فقد جمعتنا هاتان الرابطتان فكلنا رواد هذا المنهل الروي مشرع علم الدين، فعلينا جميعاً الاهتمام بالأمور التالية:
الأمر الأول: نجد انه قد أصاب الحوزات العلمية الوهن من حيث الكتب، فنجد طلابنا الأعزاء مَيّالين إلى الكتب السهلة والدراسة السطحية بما يجعلنا نتوقف اتجاهه ملياً لانه إذا استمرـ لا سمح الله ـ فهو لا يبشر بخير.
أخوتي الأجلاء قد بلغني وأنا في النجف الاشرف شدة الاهتمام بالحوزات العلمية التي تترأسها سائر الفرق الإسلامية ولاسيما الوهابية بحيث ينذر ذلك بالخطر الداهم على البلاد الإسلامية وعلينا التيقظ والالتفات إلى ما نحن فيه والسعي إلى إرجاع طلابنا الأعزاء إلى سابق العهد الذي عهدنا السلف الصالح من علمائنا الأبرار عليه، فلتكن الدقة والتعمق والتوجه إلى الكتب الصعبة في كل الفنون مقصدنا جميعاً وعلى المدرسين الأفاضل الاهتمام بهذا الموضوع.
الأمر الثاني: انه بلغني أنَّ كثيراً من الطلبة يخلط بين المنهج الدراسي المتبع في الحوزات العلمية وبين المناهج الدراسية السائدة في الكليات والجامعات التي ترعاها الحكومات في شتى إرجاء، العالم فحيث يرون أن الكتب المطروحة أمام الطلبة في تلكم الكليات والجامعات يقصد في أثناء تأليفها التبسيط والتسهيل في التعبير بينما الكتب المطروحة سابقاً في الحوزات العلمية معقدة في تعبيراتها ومستعصية على فهم الطالب العادي فيتصور بعضهم انه ينبغي أن تكون الكتب الرائجة في الحوزات العلمية شبيهة بالسائدة في الكليات والجامعات ولكنه بأدنى التفاتة يتضح انه لا ينبغي الخلط بين المنهجين والسر في ذلك إن الغاية من الدرس والتدريس في الكليات والجامعات إعداد الطالب فيها لفهم وإدراك ما وصل إليه العلماء في العلوم الجديدة والفنون الحديثة والإحاطة بها ومن ثم مواصلة السير في تطوير تلك العلوم والفنون في المستقبل والاستفادة منها ولا علاقة للطلاب بالتعبيرات التي استخدمت وبالألفاظ أو اللغات التي استعان بها العلماء السابقون في تلك العلوم الحديثة، وبما أن طريقة التعبير وسليقة التكلم بكل لغة تتغير وتتبدل بمرور الزمن فربما يكون تعبير واضحاً وسلساً في زمان وبعد مدة يصبح للأجيال القادمة مُعقداً يفتقر الناظر فيه إلى القواميس والاستعانة بقواعد اللغة على الوصول إلى مغزى الكلمات المستخدمة للكشف عما في ضمير المتكلم، مثلاً الخطب التي ألقيت قبل قرون على عامة الناس نجدها اليوم معقدة وبعيدة عن سليقة التكلم وطريقة التعبير التي نعايشها، ومن هنا نجد الحكومات المهتمة بالمدارس والكليات تضطر إلى تغيير الكتب الدراسية بين فترة وأخرى.
بينما طالب علم الدين تنحصر وظيفته وينصب اهتمامه في فهم النصوص القرآنية والأحاديث النبوية والروايات المروية عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وهي صدرت من متكلميها قبل قرون وكانت واضحة سهلة الفهم في حينها ولذلك تم التحدي بتلك الآيات الشريفة لكل من بلغه القرآن في حينه مع سيطرة الأمية على الناس.
وكذلك الأحاديث النبوية وخطب أمير المؤمنين (عليه السلام) وأدعية الصحيفة السجادية وغيرها مثل دعاء سيد الشهداء (عليه السلام) يوم عرفة فإنها كلها ألقيت وقُرِئَتْ على عامة من يعرف اللغة العربية وكانوا يفهمونها ويستوعبون أدق معانيها لوحدة السليقة في التعبير بين المتكلم والمخاطب، والآن لأجل البعد الزمني الهائل والتبدل الواضح بين سليقة التعبير في ذلك الوقت وسلوك التعبير اليوم فلا نتمكن من فهم تلك النصوص لمجرد تمكننا من التحدّث باللغة العربية السائدة اليوم وفهمها، فلابد من ترويض ذهن الطالب وتمرينه بنحو يتمكن من فهم واستيعاب المعاني العميقة التي اشتملت عليها تلك التعبيرات.
ولو تعوّد الطالب على التعبيرات السهلة والطرق التعبيرية التي استأنست أذهننا بها وتعوّدت نفوسنا عليها لبقي بعيداً عن عموم تلك المعاني، فيجب الاهتمام بالكتب المعقدة والتعبيرات التي سعى علمائنا الأبرار إلى تبنيها في مقام إيصال المعاني العالية والمطالب السامية وإيصالها للأجيال اللاحقة.
الأمر الثالث: الاهتمام بمظهر طالب العلم بأن لا يخرج عن زي رجل الدين، فالتزي بالزي الأوربي والتمادي في تبني المظاهر المجلوبة من الأغيار في شعر الرأس والملابس والأحذية وطرق الأكل والشرب بنحو ما اخذ يسود في البلاد الإسلامية مما لا ينبغي أن يحدث في الحوزات العلمية.
إن الاهتمام بالمظهر أمر ضروري والتخلي عن الزي التقليدي لرجل الدين وإتباع الأوربي يؤمي إلى الإحساس بالنقص في الطالب، فإنا لا نجد أحداً من أعداء الإسلام يفكر في التخلي عن سلوكه في المأكل والملبس بينما نجد شبابنا وأفلاذنا مندفعين إلى التخلي عن سلوكنا في الحياة وتبني سلوك الأوربيين.
الأمر الرابع: الاهتمام بالجانب الروحي، وينبغي أن لا يذهب علينا أن مجرد حفظ القواعد اللغوية العربية وغيرها والإحاطة بالمسائل الفلسفية والكلامية والأصولية ونحوها وحده لا يقرب الطالب إلى الله سبحانه بل لا يجعله في صف طلبة علم الدين بالمعنى الواقعي فإنَّ تعلم المسائل بل التبحر فيها مقدمة لصياغة النفس في قالب الدين، فيجب على المهتمين بتربية طلابنا الأعزاء مراقبة سلوك الطالب وحثه على الالتزام بتقوى الله والخشية منه في السر والعلانية، ويجب أن يرافق الارتقاءُ الروحي التقدمَ العلمي، وأن يواكب السمو النفسي الارتفاع في مدارج العلوم التي يدرسها في الحوزات حتى يتجسد الدين في حركاته وسكناته فيكون مثالاً يحتذي به الناس.
الأمر الخامس: يجب توجيه القسط الكبير من الاهتمام إلى تهذيب النفس وحسن السلوك فإنَّ تحسين التعامل مع الآخرين على أساس المساواة انطلاقاً من مبدأ: حب لأخيك ما تحب لنفسك من سمات عامة المؤمنين، وأما الذي أوقفَ نفسه في صفوف طلاب علم الدين طمعاً في أن يوفقه الله للانخراط في سلك علماء الدين ليحظى بالمقام في حظيرة القدس في زمرة القديسين الصديقين وفي جوار صاحب المقام المحمود النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) عند مليك مقتدر، والذي يرجو ذلك من العلي القدير فإنَّه يجب أن يكون من المؤثرين للآخرين على نفسه رغم الخصاصة.
كما أن التواضع للعلم والعلماء وجعل النفس دائماً في قفص الاتهام والحكم عليها بالقصور بل بالتقصير تجاه الآخرين تُعْتَبَر الخطوة الأولى في سبيل إصلاحها فإنَّ تهذيب النفس الذي دعا إليه وسعى فيه الحكماء والمصلحون من أهم الواجبات، فإنَّ صلاح خلق الفرد أساس إصلاح المجتمع.
فإذن أيها الطالب العزيز ليكن قيامك وقعودك وتعاملك مع الآخرين على أساس الإيثار.
أرجو الله سبحانه أن يمكننا جميعاً من إصلاح نفوسنا وأداء ما علينا وان يحلينا بالعلم والعمل ويجعلنا من شيعة ولي الله الأعظم أرواحنا لمقدمه الفداء انه رحيم ودود.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السيرة الذاتية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــــنتــــديـــــــــــــــــــات البصـــــــــــــــــــــــــــــــرة الاســــــــــــــلامية :: القسم الاسلامي :: مراجع واعلام :: الشيخ بشير النجفي(اطال الله في عمره)-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: