مــــنتــــديـــــــــــــــــــات البصـــــــــــــــــــــــــــــــرة الاســــــــــــــلامية
اهلا وسهلا بالزائر الكريم ارجو ان تستفاد من المنتدى ويشرفنا انظمامك معنا
مــــنتــــديـــــــــــــــــــات البصـــــــــــــــــــــــــــــــرة الاســــــــــــــلامية
اهلا وسهلا بالزائر الكريم ارجو ان تستفاد من المنتدى ويشرفنا انظمامك معنا
مــــنتــــديـــــــــــــــــــات البصـــــــــــــــــــــــــــــــرة الاســــــــــــــلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مــــنتــــديـــــــــــــــــــات البصـــــــــــــــــــــــــــــــرة الاســــــــــــــلامية


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا وسهلا بكم في منتدى ابن البصرة((((( يسعدنا تواجدكم معنا ))))) ويشرفنا((((( انظمامكم))))) في منتدانا
&&&&&&& شاهد واستمتع مع جديد منتدى ابن البصرة&&&&&&&&&
ابن البصرة
منتديات ابن البصرة برحب بكم
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى اباءه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وناصرا وقائدا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين
الإنسان الناجح هو الذى يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم
إذا كان لديك رغيفان فـكُل أحدهما وتصدق بالأخر
لا تدع لسانك يشارك عينيك عند انتقاد عيوب الآخرين فلا تنس انهم مثلك لهم عيون والسن.
إذا استشارك عدوك فقدم له النصيحة ، لأنه بالاستشارة قد خرج من معاداتك إلى موالاتك
من وثق بالله أغناه ومن توكل عليه كفاه ومن خافه قلت مخافته ومن عرفه تمت معرفته
حسن الخلق يستر كثيراً من السيئات كما أن سوء الخلق يغطى كثيراً من الحسنات
دعاء الزهراء على من ظلمها اللهم إليك نشكوا فقد نبيك ورسولك وصفيك وارتداد أمته ، ومنعهم إيانا حقنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل علي نبيك بلسانه
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ صدق الله العلي العظيم
سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 وقعة الأحزاب :

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة


avatar


نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

وقعة الأحزاب :  Empty
مُساهمةموضوع: وقعة الأحزاب :    وقعة الأحزاب :  Emptyالإثنين 02 يناير 2012, 4:52 pm


وقعة الأحزاب :
وتسمَّى أيضاً « غزوة الخندق » وكانت في ذي القعدة ، سنة خمس من الهجرة (1) 627 م ، وقيل : في شوال (2) ، وقيل : في السنة السادسة ، بعد مقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة بخمسة وخمسين شهراً (3) .
وكان سببها : لمَّا أجلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بني النضير ساروا إلى خيبر ، وحزَّبوا الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقدموا على قريش بمكَّة ، وألَّبوها على حرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقالوا : نكون معكم حتَّى نستأصله ، وما كان من أمر قريش الا أن تستجيب لضالَّتها المنشودة في القضاء على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأعوانه.
وتجهَّزت قريش وجمعوا أحابيشهم ومن تبعهم من العرب ، فكان جميع القوم الذين وافوا الخندق ، ممن ذُكر من القبائل ، عشرة آلاف ، وهم الأحزاب ، وكانوا ثلاثة عساكر بقيادة أبي سفيان بن حرب.
فلمَّا بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خبرهم جمع المسلمين ، وحثَّهم على الجهاد والصبر والاستعداد لمقابلة الغزاة وشاورهم في الأمر ، فأشار عليه سلمان الفارسي بالخندق ، فأعجب ذلك المسلمين ، لأنَّ عملاً من هذ النوع لابدَّ وأن يعرقل تقدُّم الغزاة ، ويخفِّف من أخطار المجابهة بين الفريقين.
وأقبل المسلمون جميعاً يحفرون خندقاً حول المدينة ، وجعل رسول الله
____________
1) طبقات ابن سعد 2 : 50.
2) الكامل في التاريخ 2 : 70.
3) تاريخ اليعقوبي 2 : 50.

--------------------------------------------------------------------------------

( 79 )

لكلِّ عشرة أربعين ذراعاً (1) ، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معهم يحفر وينقل التراب ، وفرغوا من حفره في ستة أيام ، وكان سائر المدينة مشبك بالبنيان ، فهي كالحصن ، وكان المسلمون يومئذٍ ثلاثة آلاف مقاتل.
وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقتال قريش وأحباشها ، وهنا كانت الصدمة الكبيرة على قريش ، وهي تحسب أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحبه لا يثبتون لها ساعات قلائل بهذا العدد الضخم ، وإذا بها تجد بينها وبين المسلمين حاجزاً لا يمكن اجتيازه الا بعد جهود شاقة ، لاسيَّما وأنَّ أبطال المسلمين وقفوا بالمرصاد لكل من تحدِّثه نفسه باجتياز ذلك الحاجز ، فأُذهلت بعد أن كانت مغرورة بقوتها الجبَّارة!
وأنكروا أمر الخندق ، وقالوا : ما كانت العرب تعرف هذا ، وأقاموا على هذه الحال ـ الرشق بالنبل والحجارة ـ مدَّة خمسة أيام (2) دون قتال..
فلمَّا كان اليوم الخامس خرج عمرو بن عبد ودٍّ العامري ـ وكان يعدّ بألف فارس ـ وأربعة نفر من المشركين : نوفل بن عبدالله بن المغيرة المخزومي ، وعكرمة بن أبي جهل ، وضرار بن الخطَّاب الفهري ، وهبيرة بن أبي وهب المخزومي ، واقتحموا الخندق من مكان ضيِّق ، وركز عمرو رمحه في الأرض ـ وهو ابن تسعين سنة (3) ـ وأخذ يجول ، ويدعو إلى البراز ويرتجز :
____________
1) الكامل في التاريخ 2 : 70.
2) تاريخ اليعقوبي 2 : 50.
3) طبقات ابن سعد 2 : 52.

--------------------------------------------------------------------------------

( 80 )


ولقــد بححتُ من النـداءِ * بجمعهم هــل من مبارز ؟
انِّـي كـذلــك لـم أزل * متسرِّعاً نحـو الهزاهــز
إنَّ الشجاعــة فـي الفتى * والجود من خير الغرائز (1)

وكأنَّ هذه الكلمات نداء إلى الموت ، فلم يجبه أحد من المسلمين ، وفي كلِّ مرّة يكرّر فيها نداءه كان يقوم له عليُّ بن أبي طالب عليه السلام من بينهم ليبارزه ، فيأمره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالجلوس ، انتظاراً منه ليتحرَّك غيره ، ولكن لم ينهض أحد؛ لمكان عمرو بن عبد ودٍّ ومن معه.
ومضى عمرو يكرِّر النداء والتحدِّي للمسلمين ، فقام عليٌّ عليه السلام مرَّةً أُخرى ، فأجلسه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال له : « إنَّه عمرو » ، ونادى مرَّةً أُخرى ، فقام عليٌّ عليه السلام ، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقال له : « ادنُ منِّي » فدنا منه ، فنزع عمامته عن رأسه وعمَّمه بها وأعطاه سيفه ذا الفقار ، وقال له : « امضِ لشأنك » ثُمَّ رفع يديه وقال : « اللَّهمَّ إنَّك أخذت منِّي حمزة يوم أُحد ، وعبيدة يوم بدر ، فاحفظ اليوم عليَّاً ، ربِّ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين ».
وقال نبيُّ الله صلى الله عليه وآله وسلم لمَّا دنا عليٌّ عليه السلام من عمرو : « خرج الإيمان سائره إلى الكفر سائره »..
فبرز إليه عليٌّ ، وهو يقول :


« لا تعجلـنَّ فقد أتــاك * مجيب صوتك غير عاجز
ذو نيَّةٍ وبصيــرة والـ * صدق منجي كلَّ فائــز

____________
1) ارشاد الشيخ المفيد 1 : 100.
--------------------------------------------------------------------------------

( 81 )


إنِّي لأرجـو أن أُقيـم * عليك نائحـة الجنائز
من ضربة نجلاء يبقى * صيتها بعد الهزاهز »

فلمَّا انتهى إليه قال : « يا عمرو إنَّك في الجاهلية تقول : لا يدعوني أحدٌ إلى ثلاث الا قبلتها ، أو واحدة منها ». قال : أجل. قال : « فإنِّي أدعوك إلى شهادة أن لا إله الا الله ، وأنَّ محمَّداً رسول الله ، وأن تُسلم لربِّ العالمين ». قال : يا ابن أخ ، أخِّر هذه عنِّي. فقال له عليٌّ : « أمَّا إنَّها خيرٌ لك لو أخذتها ».
ثُمَّ قال : « فها هنا أُخرى » قال : ما هي ؟ قال : « ترجع من حيث جئت ». قال : لا تَحدَّث نساء قريش بهذا أبداً.
قال : « فها هنا أُخرى ». قال : ما هي ؟ قال : « تنزل تقاتلني » فضحك عمرو وقال : إنَّ هذه الخصلة ما كنت أظنَّ أنَّ أحداً من العرب يرومني مثلها ، إنِّي لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك ، وقد كان أبوك لي نديماً (1) .
قال عليٌّ عليه السلام : « ولكنِّي أُحبُّ أن أقتلك ، فانزل إن شئت ».
فغضب عمرو ونزل فضرب وجه فرسه حتى رجع (2) ، وحمل على عليٍّ عليه السلام وضربه على رأسه فاتَّقاها بالدرقة ، فقدَّها السيف ونفذ منها إلى رأسه فشجَّه ، وبقي محتفظاً بثباته ، وتوالت عليه الضربات وهو يحيد عنها ، ثُمَّ كرَّ عليه عليٌّ عليه السلام فضربه على حبل عاتقه ضربةً كان دويُّها كالصاعقة ،
____________
1) قال أبو الخير أستاذ أبن أبي الحديد : « والله ما طلب عمرو الرجوع من عليٍّ إلاّ خوفاً منه ، فقد عرف قتلاه ببدر وأُحد ، وعلم إن هو بارز علياً قتله عليٌّ ، فاستحى أن يظهر الفشل ، فأظهر هذا الإدِّعاء ، وإنَّه لكاذب ». أنظر فضائل الإمام علي : 113.
2) الارشاد 1 : 102 ، وإعلام الورى 1 : 381.

--------------------------------------------------------------------------------

( 82 )

ارتجَّ له العسكران ، فسقط يخور بدمه كالثور ، وارتفعت غبرة حالت بينهما وبين الجيشين.
على أنَّ هناك رواية أُخرى (1) تذهب إلى أن الامام ضرب عمراً على ساقيه فقطعهما جميعاً ، فسقط الى الأرض ، فأخذ عليٌّ عليه السلام بلحيته وذبحه ، وأخذ رأسه بيده هدية إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأقبل والدماء تسيل على وجهه من ضربة عمرو ، ورأس عمرو بيده يقطر دماً ، وكان وجه علي عليه السلام يتهلَّل فرحاً ، فألقاها بين يدي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فقام أبو بكر وعمر فقبّلا رأس عليٍّ عليه السلام ، فعانقه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ودعا له ، فقال عمر بن الخطَّاب لعليٍّ عليه السلام : هلا استلبت درعه ، فليس للعرب درع خير منها؛ فقال عليٌّ : « ضربته فاتَّقاني بسوأته فاستحييت أن أسلبه ».
وعلى أيِّ حال فقد علت أصوات المسلمين بالتكبير ، بعد أن أصابهم الخوف في بادئ الأمر ، وانهزم الذين كانوا مع عمرو بن عبد ودٍّ ، واقتحمت خيولهم الخندق ، وكبا بنوفل بن عبدالله بن المغيرة فرسه ، فجعلوا يرمونه بالحجارة ، فقال لهم : قتلة أجمل من هذه ، ينزل إليَّ بعضكم أقاتله ، فنزل إليه عليٌّ عليه السلام فضربه حتَّى قتله ، وبعث الله عليهم ريحاً في ليالٍ شاتية شديدة البرد ، فجعلت تكفأ قدورهم وتطرح أبنيتهم ، فانصرفوا هاربين لا يلوون على شيء ، حتَّى ركب أبو سفيان ناقته وهي معقوله! فلمَّا بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الله ذلك : قال : « عوجل الشيخ ».
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في قتل عليٍّ عليه السلام لعمرو : « لضربة عليٍّ يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين ».
____________
1) ارشاد القلوب 2 : 218.

--------------------------------------------------------------------------------

( 83 )

قال جابر : « فما شبهت قتل عليٍّ عمراً الا بما قصَّ الله تعالى من قصة داود وجالوت ، حيث قال : ( فَهَزَمُوهُم بِإذْنِ اللهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوت ) (1) » (2) .
نعم لقد قلبت ضربة عليٍّ عليه السلام لعمرو الوضع تماماً ، بعدما كان النصر حليف قريش بقوَّتها الجبَّارة ، وصدق سبحانه حيث قال : ( وكَمْ مِن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً ) (3) .
بسيف عليٍّ عليه السلام كان النصر حليف المسلمين وهنا يسكت القلم ، ولا يدري ماذا يكتب عن شجاعة ابن أبي طالب عليه السلام فقد كفى الله المؤمنين القتال به عليه السلام.
ولمَّا نُعي عمرو بن عبد ودٍّ إلى أخته عمرة ، قالت : مَن قتله ؟ ومن الذي اجترأ عليه ؟ فقيل لها : قتله عليُّ بن أبي طالب. فقالت : لقد قتل الأبطال وبارز الأقران ، وكانت ميتته على يد كفءٍ كريم من قومه ، وأنشأت تقول :


لو كان قاتل عمرو غيــر قاتله * لكنت أبكـي عليــه دائم الأبد
لكنَّ قاتلــه من لا يعــاب به * قد كــان يدعى أبوه بيضة البلد
من هاشم في ذراها وهي صاعدة * إلـى السماء تميت الناس بالحسد
قوم أبى الله الا أن تكــون لهم * كرامـة الديــن والدنيا بلا لدد
يا أم كلثوم ابكيـه ولا تدعــي * بكـاء معولة حرّى على ولد (4)

هكذا اكتسح عليُّ بن أبي طالب عليه السلام فرسان المعارك وشجعان الفلا..
____________
1) سورة البقرة : 251.
2) انظر إعلام الورى 1 : 382.
3) سورة البقرة : 249.
4) ارشاد القلوب 2 : 218 بتفاوت.

--------------------------------------------------------------------------------

( 84 )

حتَّى لم يعد له مثيل بين أبطال العرب ، يسابق الأسود ، ويقطع الرؤوس ، ولايخاف في الله لومة لائم ، فهو الوحيد الذي بدَّد آمال الأحزاب في الخندق ، وبثَّ في صفوفهم الرعب ، وهنا أنزل الله تعالى على رسوله الآية : ( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً ) (1) .

وقعة بني قريظة :
بنو قريظة : هي فخذ من جذام اخوة النضير ، ويقال : إنَّ تهوُّدهم كان في أيام عاديا أبي السموأل ، ثُمَّ نزلوا بجبل يقال له : قريظة ، فنُسبوا إليه ، وقد قيل : إنَّ قريظة اسم جدِّهم بعقب الخندق (2) .
وكانت هذه الغزوة في ذي القعدة سنة خمس (3) من الهجرة ، وكان بين بني قريظة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلح فنقضوه ، ومالوا مع قريش ، فوجَّه إليهم سعد بن معاذ وعبدالله بن رواحه وخوَّات بن جُبير ، فذكَّرهم العهد وأساءوا الإجابة ، فلمَّا انهزمت قريش يوم الخندق دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليَّاً عليه السلام ، فقال له : « قدِّم راية المهاجرين إلى بني قريظة » وقال : « عزمت عليكم ألا تصلُّوا العصر الا في بني قريظة » ثُمَّ سار إليهم في المسلمين وهم ثلاثة آلاف ، والخيل ستة وثلاثون فرساً ، وذلك يوم الأربعاء لسبع بقين من ذي القعدة.
____________
1) سورة الاحزاب : 33 | 9.
2) تاريخ اليعقوبي 2 : 52.
3) طبقات ابن سعد 2 : 57.

--------------------------------------------------------------------------------

( 85 )

وحاصر المسلمون بني قريظة شهراً أو خمساً وعشرين ليلة (1) أشدَّ الحصار.. فدنا منهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلقيه عليُّ بن أبي طالب عليه السلام فقال : « يارسول الله لا تدنُ » ، فقال : « أحسب أنَّ القوم أساءوا القول » ، فقال : « نعم يا رسول الله » ، فيقال : إنَّه قال بيده كذا وكذا ، فانفرج الجبل حين رأوه ، وقال : « يا عبدة الطاغوت ، يا وجوه القردة والخنازير ، فعل الله بكم وفعل ».. فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أياماً حتَّى نزلوا على حكم سعد بن معاذ الأنصاري ، وقد حكم انَّه تقتل مقاتلتهم ، وتُسبى ذراريهم ، وتجعل أموالهم للمهاجرين دون الأنصار ، فقال رسول الله : « لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة ـ سماوات ـ ».
ومن مواقف أمير المؤمنين عليه السلام وهي التي تعنينا بالبحث : انَّه ضرب أعناق رؤوساء اليهود أعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، منهم : حُيي بن أخطب ، وكعب بن أسد ، بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (2) .

عمرة الحديبية :
خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للعمرة في ذي القعدة سنة ست للهجرة (3) ، ومعه ألف وأربعمئة (4) من أصحابه ، وساقَ من الهدي سبعين بدنة (5) ، كما ساق أصحابه أيضاً. ومعهم السيوف في أغمادها ، وأعلن في أكثر أنحاء
____________
1) الكامل في التاريخ 2 : 75.
2) انظر إعلام الورى 1 : 382.
3) الطبقات الكبرى لابن سعد 2 : 72.
4) الكامل في التاريخ 2 : 86.
5) تاريخ اليعقوبي 2 : 54.
--------------------------------------------------------------------------------

( 86 )

الجزيرة بأنَّه لا يريد حرباً ولا قتالاً ، وبلغ المشركين خروجه ، فأجمع رأيهم على صدِّه عن المسجد الحرام..
فسار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بأصحابه حتَّى دنا من الحديبية ، وهي على تسعة أميال من مكَّة ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى في المنام أنَّه دخل البيت وحلق رأسه وأخذ المفتاح (1) .
أرسلت إليه قريش مِكرز بن حفص ، فأبى أن يكلِّمه ، وقال : « هذا رجل فاجر » ، فبعثوا إليه الحُليس بن علقمة من بني الحارث بن عبد مناة ، وكان من قوم يتألَّهون ، فلمَّا رأى الهدي قد أكلت أوبارها ، رجع؛ فقال : يا معاشر قريش إنِّي قد رأيت ما لا يحلُّ صدُّه عن البيت..
وكان آخر من بعثوا سهيل بن عمرو ليصالحه على أن يرجع عنهم عامه ذلك ، فأقبل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكلَّم رسول الله وأرفقه ، ثُمَّ جرى بينهم الصلح ، فدعا رسول الله عليَّ بن أبي طالب عليه السلام فقال : « أكتب بسم الله الرحمن الرحيم » (2) ، فقال سهيل : لا نعرف هذا ولكن اكتب.. باسمك اللَّهمَّ ، فكتبها. وقيل : قال عليه السلام : « لولا طاعتك يا رسول الله لما محوت ».
ثُمَّ قـال : « اكتب : هذا ما صالح عليه محمَّد رسول الله سهيل بن عمرو » (3) ةة فقال سهيل : لو نعلم أنَّك رسول الله لم نقاتلك ، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك. فقال لعليٍّ : « امحُ رسول الله » فقال : « لا أمحوك
____________
1) تاريخ اليعقوبي 2 : 54.
2) حسب رواية ابن الأثير في الكامل في تاريخ 2 : 90.
3) إعلام الورى 1 : 372.

--------------------------------------------------------------------------------

( 87 )

أبداً » (1) ، فمحاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقال له موضع رسول الله : محمَّد بن عبدالله ، وقال لعليٍّ : « لتبلينَّ بمثلها » (2) ، واصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين ، وانَّه من أتى منهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغير إذن وليِّه ردَّه إليهم ، ومن جاء قريشاً ممَّن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يردُّوه عليه ، ومن أحبَّ أن يدخل في عهد رسول الله دخل (3) ..
روى ربعي بن خراش عن أمير المؤمنين عليه السلام ، أنَّه قال :
« أقبل سهيل بن عمرو ورجلان ـ أو ثلاثة ـ معه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديبية ، فقالوا له : إنَّه يأتيك قوم من سلفنا وعبداننا فارددهم علينا ، فغضب حتَّى احمارَّ وجهه ، وكان إذا غضب عليه السلام يحمارُّ وجهه ، ثُمَّ قال : لتنتهنَّ يا معشر قريش ، أو ليبعثن الله عليكم رجلاً امتحن الله قلبه للإيمان ، يضرب رقابكم وأنتم مجفلون عن الدين. فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا ، قال عمر : أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا ، ولكنَّه ذلكم خاصف النعل في الحُجرة. وأنا خاصف نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحُجرة ».
ثمَّ قال عليٌّ عليه السلام : « أما انَّه قد قال صلى الله عليه وآله وسلم : من كذب عليَّ متعمَّداً فليتبوَّأ مقعده من النار » (4) .
____________
1) ذكر في إعلام الورى 1 : 372 انَّه قال : « إنَّه والله لرسول الله على رغم أنفك » ، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم : « امحها يا علي » ، فقال له : « يا رسول الله ، إنَّ يدي لا تنطلق تمحو اسمك من النبوَّة ».
2) « ستدعى إلى مثلها فتجيب ، وأنت على مضض » ، كذا ذكرها مسلم في صحيحه 3 : 1409|90.
3) انظر تفاصيل ذلك في : الكامل في التاريخ 2 : 90 ، طبقات ابن سعد 2 : 74.
4) صحيح الترمذي 5 : 634|3715 ، إرشاد المفيد 1 : 122 ، مستدرك الحاكم 4 : 298 ، إعلام الورى 2 : 273 ، باختلاف.

--------------------------------------------------------------------------------

( 88 )

وقعة خيبر :
غزا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، خيبر في جمادى الأولى سنة سبع من مهاجره ، وهي على ثمانية بُرُد من المدينة (1) ، أي أربعة ليال ـ على التقريب ـ (2) ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه بالتهيُّؤ لغزوة خيبر ، وخرج معه ألف واربعمائة رجل ، معهم مائتا فارس ، وأعطى لواءه لعليِّ بن أبي طالب عليه السلام (3) .
ومضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يجدُّ السير باتِّجاه خيبر ، ونزل عليها ليلاً ، ولم يعلم أهلها ، فخرجوا عند الصباح إلى عملهم بمساحيهم ، فلمَّا رأوه عادوا ، وقالوا : محمَّد والخميس ، يعنون الجيش ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « الله أكبر خربت خيبر ، إنَّا إذا نزلنا بساحة قوم ( فساءَ صباح المنذرين )! » (4) .
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد سلَّم أبابكر رايةالجيش ، ولكنَّ أبابكر عاد بالراية دون أن يصنع شيئاً فرجع ، ثُمَّ جعل القيادة لعمربن الخطَّاب بعده ، قال الطبري والحاكم : فعاد يجبّن أصحابه ويجبنونه (5) ، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : « والله لأعطينَّها غداً رجلاً يحبُّ الله ورسوله ، ويحبُّه الله ورسوله (6) ،
____________
1) طبقات ابن سعد 2 : 81.
2) فضائل الإمام علي : 116.
3) الطبقات الكبرى 2 : 81.
4) انظر الكامل في التاريخ 2 : 100 ، طبقات ابن سعد 2 : 81.
5) تاريخ الطبري 3 : 93 ، المستدرك وتلخيصه للذهبي 3 : 37.
6) طبقات ابن سعد 2 : 85 ، وزاد على ذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء (الخلفاء الراشدون) : 228 : =


--------------------------------------------------------------------------------

( 89 )

يأخذها عنوةً » (1) . وفي رواية أخرى : « لأُعطينَّ الرآية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ، يفتح الله على يديه ليس بفرّار » (2) .
فتطاولت لذلك الأعناق ورجا كلُّ واحد أن يكون المقصود بهذا القول.
وفيها جاء عن عمر بن الخطَّاب انَّه قال : فما أحببت الإمارة قبل يومئذٍ ، فتطاولت لها واستشرفت رجاء أن يدفعها إليَّ ، فلمَّا كان الغد دعا عليَّاً فدفعها إليه ، فقال : « قاتل ولا تلتفت ، حتى يفتح الله عليك » (3) .
وفي تفصيل الخبر أن علياً عليه السلام كان قد أُصيب بالرمد ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عينيه ، ثم أعطاه الراية (4) ، فما شكا وجعاً حتَّى مضى لسبيله ، فنهض بالراية وعليه حلَّة حمراء (5) ، إنطلق مهرولاً ، فركز رايته بين حجرين أمام الحصن ، فأشرف عليه رجل من يهود يخطر بسيفه ، فقال له : مَن أنت ؟ قال : « أنا عليُّ بن أبي طالب » ، فقال اليهودي : غُلبتم يا معشر يهود ، وخرج مرحب اليهودي ، صاحب الحصن ، وعليه مغفر يماني ، قد نقبه مثل البيضة على رأسه ، وكان مزهوّاً بشجاعته وبطولاته ، خرج يتبختر في
____________
=
« ويفتح الله على يديه » ، صحيح البخاري ـ كتاب الفضائل 5 : 87|197 و198 ، صحيح مسلم ـ كتاب الفضائل 4 : 1871|32 ـ 34 ، سنن الترمذي 5 : 638|3724 ، سنن ابن ماجة 1 : 43|117 ، مسند أحمد 1 : 185 ، 5 : 358 ، المستدرك 3 : 109 ، الخصائص للنسائي : 4 ـ 8 ، تاريخ الاسلام للذهبي ـ المغازي : 407 ، الاستيعاب 3 : 36.
1) الكامل في التاريخ 2 : 101.
2) ابن هشام | السيرة البوية 3 : 267 (ذكر المسير إلى خيبر).
3) الطبقات الكبرى 2 : 84.
4) الطبقات الكبرى 2 : 85 ، سير أعلام النبلاء (الخلفاء الراشدون) : 228.
5) ابن الأثير في تاريخه : 101.

--------------------------------------------------------------------------------

( 90 )

مشيته ، وهو يقول :


قد علمت خيبرُ أنِّي مرحبُ * شاكي السلاح بطلٌ مجرَّبُ
اذا الحروبُ أقبلتْ تلهَّبُ

فقال عليٌّ صلوات الله عليه وبركاته :


« أنا الذي سمَّتني أُمِّي حيدرة * أكيلكم بالسيف كيل السندرة
ليثُ بغاباتٍ شديدٌ قسورة » (1)

فاختلفا ضربتين ، فبدره عليٌّ عليه السلام فضربه فقدَّ الجحفة والمغفر ورأسه ، وشقَّه نصفين حتى وصل السيف إلى أضراسه ، فوقع على الأرض ، وكان لضربته عليه السلام دويٌّ كدوي الصاعقة ، فلمَّا رأى اليهود صنيع عليٍّ عليه السلام بفارسهم مرحب ولَّوا هاربين ، وكان الفتح على يديه عليه السلام.
قال أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « خرجنا مع عليٍّ عليه السلام حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، برايته إلى خيبر ، فلمَّا دنا من الحصن خرج إليه أهله ، فقاتلهم ، فضربه يهوديٌّ فطرح ترسه من يده ، فتناول عليٌّ عليه السلام باباً كان عند الحصن فتترَّس به عن نفسه ، فلم يزل في يده وهو يقاتل ، حتى فتح الله عليه ، ثُمَّ ألقاه من يده ، فلقد رأيتني في نفر سبعة ، أنا ثامنهم ، نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه » (2) .
وقيل : « إنَّ الباب كان حجارة طوله أربع أذرع في عرض ذراعين في سمك ذراع ، فرمى به عليُّ بن أبي طالب عليه السلام خلفه ودخل الحصن ودخله
____________
1) انظر : ابن الأثير في تاريخه 2 : 101 ، وابن سعد في طبقاته 2 : 85 ، مع اختلاف يسير.
2) ابن الأثير في تاريخه 2 : 102.

--------------------------------------------------------------------------------

( 91 )

المسلمون » (1).
ومهما يكن الحال فإن دلَّت هذه الروايات على شيءٍ ، فإنَّما تدلُّ على شجاعة الإمام وقدرته الخارقة العجيبة في بدنه ، مع قوة إلهيّة معنوية عالية ، وعليٌّ عليه السلام نفسه يقول عن هذا الحادث : « والله ما قلعت باب الحصن بقوَّة جسدية ، ولكن بقوَّة ربَّانية » (2) .
وعن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : « لمَّا قدم عليٌّ عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بفتح خيبر قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « لولا أن يقول فيك طوائف من أُمَّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم ، لقلت فيك اليوم قولاً لا تمرُّ بملأ الا أخذوا من تراب رجليك ومن فضل طهورك فيستشفون به ، ولكن حسبك أن تكون منِّي وأنا منك ، ترثني وأرثك ، وأنَّك منِّي بمنزلة هارون من موسى الا أنَّه لا نبيَّ بعدي ، وأنَّك تؤدِّي ذمَّتي ، وتقاتل على سُنَّتي ، وأنَّك في الآخرة غداً أقرب الناس منِّي ، وأنَّك غداً على الحوض خليفتي... إلى آخره ».
فخرَّ عليٌّ عليه السلام ساجداً ، ثُمَّ قال : « الحمد لله الذي منَّ عليَّ بالإسلام ، وعلَّمني القرآن ، وحبَّبني إلى خير البريَّة ، خاتم النبيِّين وسيِّد المرسلين ، إحساناً منه إليَّ ، وفضلاً منه عليَّ ».
فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند ذلك : « لولا أنت يا عليُّ لم يُعرف المؤمنون بعدي » » (3) .
____________
1) تاريخ اليعقوبي 2 : 56 ، وانظر : سير أعلام النبلاء ( الخلفاء الراشدين ) : 229.
2) ارشاد القلوب 2 : 219.
3) إعلام الورى 1 : 366 ـ 367 ، ابن المغازلي | المناقب : 227|285 وقطعة منه في مجمع الزوائد 9 : =

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وقعة الأحزاب :
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــــنتــــديـــــــــــــــــــات البصـــــــــــــــــــــــــــــــرة الاســــــــــــــلامية :: القسم الاسلامي :: اهل البيت عليهم السلام :: الامام علي-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: